أســاس القـانون الدولــي العــام
مــن أين يستمـد القـانون الدولي قوته الملزمة؟
إختلف الفقه في تحديد أساس إلزامية القانون الدولي العام وإنقسم إلى فريقين كبيرين, الفريق الأول تمثله مدرسة القانون الطبيعي القديم والمدرسة الوضعية, أمـا الفريق الثاني فيمثله المذهب الموضوعي أو المدرسة الموضوعية.
الفريق الأول:
مدرسة القانون الطبيعي القديم
مدرسة المثالية القانونية)
شكل هذا المذهب أقدم تفسير مذهبي للقانون بشكل عام فهو يقدم القانون على أنه جملة من الوصايا والعبر التي تسموا وتعلوا المجتمع الإنساني بإعتبارها تنشأ خارجة عنه وتجعله التعبير القانوني لفكرة العدالة التي تشكل جوهر الطبيعة الإنسانية.
إنقسم هذا الفكر إلى قسمين أو إلى تيارين كبيرين:
التيار الأول: يرى بأن أصل هذا القانون هو ديني إلاهي(مسيحي) يتسم بالقداسة والأبدية والعالمية وبالقدم والسمو على القانون الوضعي وهو غير مكتوب.
غير أن هذا التيار لايقوى على الصمود في ظل وجود الدولة الحديثة التي تقوم على قانون محايد وعلى الفصل بين الديـن والـدولـة كما تقوم على قانون يحترم حرية الديانة والمعتقد.
التيـار الـثـاني
مدرسـة القـانون الـطبيـعي)
فيمثله الفقيه القانوني قروسيوس. يذهب قروسيوس إلى أن القانون الدولي الطبيعي الملزم لكافة الدول لايقوم على التعليمات والوصايا والعبر الدينية بل يقوم على العقل والصواب والحكمة التي تعني كل الدول ذات السيادة ينبغي أن تخضع وتساير قانونا مشتركا دوليا يستمد صفته الآمرة من الوظيفة الإجتماعية التي يضطلع بهـا هذا القانون والتي تتمثل في ضمان بقاء الدول وإستمراريتها.