العطارون وطب الأعشاب
تقوم الكثير من النساء بخلط مجموعة من الأعشاب لشربها بعد غليها، أملاً في إنقاص وزنهنّ، أو يعددن خليطاً من أعشاب وخضراوات وفواكه، ليضعنه على بشرتهنّ، والنتيجة لا تكون مبهرة كما تدعي من وصفت هذه الخلطة أو كما قرأت هي عنها عبر وسائل الإعلام والإعلان المختلفة.
الدكتور مازن السقا مدير مركز الأعشاب التخصصي ورئيس قسم العقاير الطبية في كلية الصيدلة بجامعة الأزهر في غزة يعرف في هذا الموضوع طب الأعشاب والأمراض التي يعالجها والمرضى الذين يلجؤون إليه في سؤال وجواب:-
بداية طب الأعشاب هو أحد علوم الأدوية ويعرف بعلم "العقاقير الطبية"، وتعني كلمة عقار باللغة العلمية الدواء DRUG، وترجع أصول هذه الكلمة اللاتينية إلى الفرنسية DROUG والتي تعني التجفيف، والمقصود هنا هو أن أصل كل الأدوية هو تجفيف النبات.
وعما إذا كان مصطلح طب الأعشاب يعني الطب البديل؟ للأسف لا، فمعظم الناس يخلطون بين المصطلحين، فطب الأعشاب هو طب النبات فقط، أمّا الطب البديل فهو إستخدام وسائل غير العقاقير الكيماوية في العلاج مثل الحجامة واليوغا والعلاج القرآني المنتشر حالياً.
* وما هو الطب التكميلي؟
- هو الطب الذي يستخدم طرق علاج يُكمل بعضها بعضاً، سواء كانت كيميائية أو طبيعية ذات علاقة بتحسين صحة الإنسان أو شفائه أو وقايته من الأمراض، وتستخدم بعدة طرق إما وحدها أو متبوعة بطرق أخرى.
* ما أفضل طرق تخسيس الوزن؟
- توجد أربعة أساليب لتخفيف الوزن أو ما يعرف بالريجيم، ولكن ثلاثة منها خاطئة على رغم إقبال النساء عليها بصورة كبيرة، وهي إستخدام المسهلات، وإستخدام موانع الشهية، وإستخدام مدرات البول؛ وذلك لأنها تفقد المرأة وزنها بسرعة مع فقدان العديد من الفيتامينات والمعادن ما يضر بحيوية الجسم ونشاطه، وعادة ما يعود الوزن إلى حالة مع توقف إستخدامها، خاصة لو تم إستخدام موانع الشهية أو نظام الحرمان من الطعام، أمّا الأسلوب الوحيد الناجح فهو حرق الدهون وتنظيم الوجبات الغذائية بما يناسب مستوى طاقة كل فرد، أي بما يتناسب مع المجهود العضلي الذي يبذله يومياً ولا يؤدي إلى العودة للوزن السابق الزائد.
* ما أكثر أجزاء جسم المرأة تعرضاً للخطر بسبب الإستخدام الخاطئ للأعشاب؟
- البشرة للأسف، وهناك نساء وقعن ضحية إستدام خاطئ لنبته ما، أو زيت من نوع خاص، أو إستخدمن وصفة إستخدمتها صديقة.. وللعلم فإنّ البشرة تتغذى من الداخل ويبقى تأثير "الماسكات" ضئيلاً ومحدوداً، كما أن مقشرات البشرة تعجل بشيخوختها بعكس ما تعتقد بعض النساء.. إنّ البشرة تحتاج فقط إلى "ماسكات" مغذية مرّة كل شهر أو شهرين وليس بشكل يومي، حيث تتعرض للإجهاد والإستهلاك، وعلى المرأة العناية بالغذاء المتوازن قبل كل شيء والنوم لمدة كافية.. إنّ هذه الإجراءات وعدم التدخين والإرهاق النفسي والعضلي هي في رأيي أهم من كل المستحضرات التي تغرينا بمنظرها ورائحتها ولكنها تسيء للبشرة.
* وماذا عن كريمات التبييض التي يروح لها؟
- هي أوّل سبب لمرض البهاق والصدفية وغيرها، وقد تسبب السرطان أيضاً.. ولعل بشرة المرأة العربية من أكثر أنواع البشرة مقاومة للشيخوخة وعوامل الطبيعة لو تمت معاملتها بحكمة ودراية.
* وما نصيحتك للنساء اللواتي يستخدمن الأعشاب من دون رقابة؟
- للأسف هناك إعتقاد خاطئ بأنّ الأعشاب إذا لم تفد لن تضر، ولكن هناك نوعيات سامة وخطرة فيها إذا إستخدمت بطريقة خاطئة، مثل العرقسوس الذي يسبب إرتفاعاً لحظياً بضغط الدم، والإكثار من شربه يضر ذوي الضغط المرتفع، وكثيرات من كبيرات السن ذهبن ضحايا له بإعتباره مشروباً يقدم للضيوف في رمضان, ومازال التاريخ يسجل أن هناك شخصيات تاريخية ماتت بتأثير السم المستخلص من نبته ما.