غدا ..قد تشرق الشمس
ارتطمت الامواج بالصخور فبلل رزاز البحر وجهها وامتزج بدموعها ..أفاقت من تأملاتها فوجدت الشمس وقد أوشكت على المغيب وتساءلت فى أسى ..هل أوشكت شمسى انا ايضا على المغيب؟؟ وتذكرت فآلمتها الذكرى ..
تذكرت يوم عادت الى المنزل ترفل فى السعادة فقد بشرتها الطبيبة بجنين نبت فى رحمها ..أملت سهر ان يبعث الحياة فى زواج يحتضر .. فقد اصبحت تتسول الحب من زوجها فيلوى وجهه ويعرض عنها فى قسوة ..وصلت البيت فوجدت زوجها بحجرة المكتب ومعه ضيف عرفته من صوته .. انه خالد -صديق زوجها المقرب- فاتجهت الى غرفة نومها على مضض لحين انصراف الضيف ..وتمددت على سريرها فإستغرقت فى النوم ثم استيقظت فجأة على صوت الصديقين وقد علا وكأنهما يتجادلان ..نهضت وشرعت فى تغيير ملابسها لتخرج وتحيى الضيف وتدعوه الى تناول العشاء معهما واذا بها تسمع خالد يقول:
اتق الله فى زوجك يا أدهم ..لا تهدم بيتك من أجل أوهام .. من اجل امرأة غدرت بك ..خانت حبك وعهدها لك .. ما اشبهك بفراشة تهرع نحو النار تحسبها نورا ..انتبه والا ستحترق وتحرق كل من حولك ..
قال أدهم : كنت اظن انى نسيتها ولكن ما ان سمعت صوتها حتى خفق قلبى وايقنت انى -رغم ما فعلته بى - الا أنى ما زلت احبها .. بل اظننى لم احب احدا سواها انا ..............
وفجأة سمع الرجلان اصواتا وجلبة تصدر من غرفة النوم تعجب ادهم وهرع الى الغرفة ليتبين الامر وتسمرت قدماه ..وهاله ما رأى .....
وجد زوجته ملقاة على الارض تئن وتبكى ..اسرع اليها حملها برفق ..وضعها بتؤدة على السرير.. وازاح شعرها الحريرى عن جبينها فى حنان ..فأشاحت بوجهها بعيدا عنه وغابت عن الوعى ..
مرت اسابيع ثم التقى الزوجان .........آلمه انطفاء الضوء فى قلبها الحزين ..وتحاشت هى ان تلتقى عيناهما فيلمح فيهما دمعة تحجرت وحزن دفين .
قال ادهم بصوت ذبيح ...أفتقدك ............ لم اكن اظن انى سأفتقد شخصا الى هذا الحد .....لم اكن اعرف انى احبك الى هذا الحد ........
قالت سهر بصوت تخنقه العبرات..
لقد انتهى ما بيننا ...........مات ...وتهدج صوتها بالبكاء
قال فى اسى : أعلم انى جرحتك ...
فاعترضت قائلة :
لا بل قتلتنى ..وقتلت املا ولد برحمى ...لقد احببتك كما لم يحب احد ..احد من قبل ......وامسكت سهر عن الكلام ...واحست انها تختنق ..ففرت هاربة من امامه وتركته وحيدا غارقا فى بحور الندم..
القى ببصره على الافق المترامى ولفت انتباهه صبى قد جلس يبنى قصرا على الرمال فإذا بالامواج تزحف .. فتهدم القصر ...ارتسمت على وجه الفتى ملامح الحزن ونهض ساخطا واختفى عن الانظار ..
ابتسم ادهم ابتسامة باهتة وابصر الشمس وقد مالت الى المغيب فتنهد وقال :
ترى هل اوشكت شمسى انا ايضا على المغيب ؟
وهبت نسائم رقيقة داعبت وجهه فقال :
ولكن غدا.. سوف تشرق الشمس من جديد