يا رآتبك .. يا طآلق !!
« منتهى الابتزاز »
بقلم / محمد إبراهيم فايع
في الأيام التي مضت عشنا مناسبات زواج، وقد تذكرت بعد أحاديث طويلة مع
جيران مجلسي، كم جر القدر بعض البنات للزواج (بأشباه رجال) وكان حظهن العاثر
أنهن لم يكتشفن سوء العشير إلا بعد عشرة لم يكتب لها الدوام ولكن في نفس
الوقت كان (حظهن) -كذلك - أن فارقن ذلك الزوج الذي لم يكن له من هم أو شغل إلا
أن "يستولي" على راتب الزوجة رغبة في أن يعيش عليه "ويسدحها نومة"، ويرى أن
"ابتزاز الزوجة" كما لو كان حقا من حقوقه أو أنه قد (تزوجها هي وراتبها ووظيفتها)
وما أكثر القصص التي أفضى لي بها بعض الآباء عن بناتهن اللاتي لم يوفقن بالأزواج
الصالحين.
فحلم كل أب أن يرزق الله بناته بالأزوج الصالحين كما هو حلم كل بنت بالزوج الذي
يحترم حقوق الزوجية، ويقدر النسب والمصاهرة، ويحترم في المرأة دينها وحياءها
وخلقها الزوج الذي يحمل سمات الرجل بمعنى الرجولة شكلا ومضمونا، الزوج الذي
عندما قرر أن يتزوج، تزوج ليبني بيتا وأسرة ويعيش حياة المسئولية كراع ومسئول
عما استرعاه الله عليه وليس ليقتات على حياة امرأة، ويعبث بمشاعرها ويعاملها
كما لو كانت من سقط المتاع واستأذنكم هنا أن أوجز لكم ما سمعته من أعذار واهية
حول كثير من قصص الطلاق الذي يشهد مجتمعنا نسبا عالية فيه.
فمن زوج يقول: تزوجتها وليست لي رغبة فيها ولكن أحببت إرضاء والدي!، إلى ثان
يقول: كنت أريد زوجة تشبه بنات التلفزيون! وثالث يقول: طلقتها لأنها منعت عني
مرتبها!! وكأنه أخذها بمرتبها، ورابع يقول: استعجلت في الزواج ولست مؤهلا له!
وخامس يقول: يا راتبها يا شهادة طلاقها أعلقها فوق رأسها! (منتهى الخسة) إلا أن
منتهى "النذالة" في قصة ذلك الزوج الذي حاول أن يمارس كل أساليب الاضطهاد
في حياة زوجته؛ لأنها لم تمكنه من مرتبها ولم تستسلم لمحاولات ابتزازه لتنفق
عليه رغم وظيفته ولم تكفله كما يريد ذلك عنوة ليشتري سيارة، بل وصل بأحدهم
إلى أن يطلب من زوجته أن تدفع "فاتورة " جواله الذي يقضي جل مكالماته في أمور
لا تخص أسرته!! فأين هؤلاء من حديث المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه عندما
قال: "إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم"؟ لهذا كم
أتمنى لو أن المجتمع ألا يتسرع في ظلم كل مطلقة ويرميها بأسباب الطلاق وأن يدع
لها فرصة (لتفرح) في حياتها الجديدة فلربما أنها (ولدت) من جديد بعد حياة جحيم مع
زوج لئيم، ليس له إلا اسمه في عالم الرجال، أو هندامه الذي بناه من راتب زوجته،
فوالله إن هناك زوجات يعشن (الذل والمهانة) مع أزواج ويخضعن لابتزازهم
ومعاملاتهم السيئة خوفا من كلمة "مطلقة" فلا تجعلوا هذه الكلمة "سوطا" آخر
على فتيات عادت كرامتهن بعد حياة الإذلال والاستعباد مع أزواج أذقنهن القهر .
تعقدنا حتى كرهنا التدريس