إن الإسلام ليس
في سجود هؤلاء اللاعبون على شكل حلقة أو دائرة كل منهم إلى جهة وكأنهم يسجدون حول
الكعبة ولا يدرون أهم يسجدون على بصاق سواء كان منهم أو من الفريق المنافس. أي سجود
هذا على بقعة لسيت طاهرة وليس إلى حهة الكعبة وبملابس ليست شرعية وبدون وضوء,
فأنى يستجاب لهؤلاء. كما قال رسول الله صلى الله علية وسلم: “الرجل يرفع يديه إلى السماء
بالدعاء ومأكله حرام, ومشربه حرام, وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لهذا”. وإذا كان
هؤلاء اللاعبون توضأوا قبل أن يدخلوا المسجد أقصد الملعب فهم في الحقيقة لا يريدون عبادة
الخالق بل عبادة الكرة ولسان حالهم يقول: ” أعطني هدفا نسجد لك”, إنهم يريدون عرض الدنيا.
رحم الله عبدا عرف حق قدره و يتقى الله حق تقاته. لا كما يفعل هؤلاء اللاعبون بالسجود أمام ا
لشاشات والكامرات (خاصة إذا كان حبيب الشعب والملايين) لأسباب دنيوية ليس إلا. كفوا عن
هذه الإيماءات واستغلال الدين في ما لا يرضي الله وكفوا عن السجود المؤقت والموقوت,
المؤقت بالتسعين دقيقة والموقوت بالهدف في مرمى الخصم. وإذا كان في الفريق من يصلي
الصلوات الخمس ولكن لا يسجد مع البقية في الملعب بعد كل هدف فهل هو من المغضوب
عليهم والضالين؟ أو إذا كان الفريق حزبين: مسلم وغير مسلم, فالمسلم سيسجد لله وغير
المسلم سيشكر الله بالتقديس وكأن لسان حالهم يقول: “لكم دينكم ولي دين”. ومن ثم أريد أن
أسألكم, إذا خرج الفريق خاسرا من المباراة أو خرج من منافسة البطولة فهل سيسجد
اللاعبون؟ هل سيسجدوا شكرا لله لأنه أخرجهم من المباراة سالمين أصحاء وليسوا مصابين أو
بهم أذى يبعدهم عن الملاعب شهورا أو ربما سنوات؟
يا من تسحرون العيون و تسلبون الألباب بتدينكم المزيف, وشعاراتكم المزخرفة, وحركاتكم
المبهرجه, أقترح عليكم ما أسميه “بالعبادة الصامتة” في ملاعب كرة القدم. أي أن تذكروا الله
بألسنتكم, وتسبحوه بأفأدتكم, وتبتهلوا وتتقربوا إليه بدعائكم. وإذا كان ولا بد كما يفعل الأجانب
بالكتابة على القمصان والوشم أو الرسم على الأجسام, فليقلدهم هؤلاء اللاعبون إذا كان كل
همهم هذه العبارات والرسومات أو كما يريد أحد صاحبي الردود من الكاتب أن ينتقدهم,
فالمسألة سهلة ولا تحتاج إلى انتقاد. فقط يكتبوا على قمصانهم الداخليه (وليست الخارجية)
آيات قرآنية وبلغات مختلفة, ويكتبوا على أجسامهم عبارات مثل “الله ومحمد” أو “لاإله إلا الله”
وبألوان جميلة إذا شاءوا, على الأقل فيها أجر لهم من السجود بطريقة ليست صحيحة ولاتطابق
شروط الصلاة.
أما عن قول أن الإسلام أصبح مهانا من كارهي السجود أو كارهي الإسلام, فأنا أقول: أن
الإسلام أصبح مهانا ليس بانتقاد السجود في الملاعب أو المباريات التي لا تحتاج إلى التدين أو
الرياء بقدر ما تحتاج إلى إضهار الإخلاص في رفع علم الدولة المشاركة في البطولة والإيمان
بممارسة الرياضة في حدودها الشرعية الإسلامية. ولم يصبح الإسلام مهانا بانتقاد السجود
وذلك لأنه بطريقة ليست شرعية ولا تمت بصلة لدين الإسلام, والكاتب لم يخطأ في ذلك.
نعم الإسلام لم يصبح مهانا بالسجود في وقت لا يحتاج منا إلى سجود ولكن الإسلام أصبح
مهانا عندما نسجد لأعدائنا في وقت لا يحتاج منا إلى سجود, ولكن يحتاج منا إلى مساعدة
جيراننا وإخواننا في محنتهم ومحاصرتهم وغزوهم. أصبح الإسلام مهانا عندما لا نستطيع قول
الحق مثل هذا المقال, وعندما نعيش في ظل الخوف والجبن والإستغلال والعبودية والإستعمار
من أعدائنا في كل مكان. نعم أصبح الإسلام مهانا عندما لا نتحلى بالشجاعة والجرءة في قول
الحق وإضهار الحقيقة وانتقاد الخطأ وفضح الفساد وكشف الظلم في وجه أي واحد كان.
أتعجب عندما يكتب الكاتب يريد من مقاله الإصلاح والإرشاد والنصح ويكلف نفسه العناء ليس إلا
لإصلاح المجتمع وتخليصه من الأفات ويهيم بين الصفوف كأنه سقراط في بلاد اللإغريق يقول
كلاما ناصعا ليس به أدنى شائبة ومن ثم يتهمه أحدهم بإهانة الإسلام والهذيان والخ. ولكن
تأكدوا يا سادة بأن أقلام الكاتب ستكون سياط يخرس بها أفواه الزنادقة, السفهاء, الذين لا
يفقهون ما يكتبون. إني أدعوكم إلى عدم تكليف أنفسكم والكتابة في أشياء لا تعلمون عواقبها
وإلا فإني أدعوكم إلى دخول نادي غالقي الأفواه والذي كتب له النسيان في أعماق الظلمات.
وأخيرا تحياتي الحارة إلى الكاتب المتميز بمقالاته, وأشكره بعنف وقسوة على تحليلاته لواقع
الأحداث وإظهاره للحقائق والأسرار.
(ملاحظة: قلت أن السجود بطريقة ليست صحيحة ولا شرعية في الملاعب هي إيماءات ولكن
هي ليست كذلك عندما تكون في المساجد بطريقة صحيحة إسلامية)
والسلام