نبدء بسورة الفاتحة ثمّ نعود الى عند وقوفنا للحفظ من سورة البقرة .....................
سورة الفاتحة هي سورة مكية، مكونة من سبع آيات، وهي خامس سورة نزلت من القرآن. و من أسمائها أم القرآن و أم الكتاب.سميت الفاتحة لأنها
افتتح بها القرآن و هذا هو المعنى القريب.
لأنها مفتاح القرآن و هذا هو المعنى البعيد.
فهي السورة الوحيدة التي يمكن أن توضع أو تقرأ قبل أي سورة و تجدها مرتبطة بها وهى البطاقة الخاصة بكل مسلم. نقرأها في اليوم سبعة عشر مرة، وتبطل الصلاة بدونها. حتى إن أحكام التجويد بها بسيطة جدا و سهلة تكاد تكون غير موجودة فلا يوجد غنة أو مدود إنما هي سهلة و بسيطة لتتناسب مع كل المسلمين باختلاف لغاتهم. قال عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم:
" إنها أعظم سورة في القرآن"وعندما تحدث عنها الله تعالى في كتابه العظيم وضعها في كفة و باقي القرآن كله في كفة أخرى فقال تعالى:
"ولقد أتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم" يقول العلماء أن الله سبحانه وتعالى أنزل مائة و أربعا من الكتب جمعهم في ثلاثة كتب و هي التوراة والإنجيل والقرآن ثم جمع الثلاثة في كتاب واحد و هو القرآن ثم جمعه في سورة واحدة و هي الفاتحة ثم جمع كل الكتب في آية واحدة
" إياك نعبد وإياك نستعين" هدف السورة الاشتمال على كل معاني القرآن وهذا هو سر الفاتحة. فمعاني القرآن ثلاثة:
عقيدة:
" الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم" عبادة:
" إياك نعبد وإياك نستعين" مناهج حياة: "
اهدنا الصراط المستقيم، صراط اللذين أنعمت عليهم" و كل ما بعد الفاتحة من قرآن يشرح هذه المحاور الثلاثة.
و الفانحة تذكرنا بكل أساسيات الدين:
1- نعم الله:
" الحمد لله رب العالمين" 2- الإخلاص:
" إياك نعبد وإياك نستعين"3- الصحبة الصالحة
" صراط اللذين أنعمت عليهم"4- التحذير من صحبه السوء:
" غير المغضوب عليهم" 5- أسماء الله الحسنى:
" الرحمن الرحيم" 6- أصل صلة الله بك:
" الرحمن الرحيم" 7- الاستقامة:
" اهدنا الصراط المستقيم" 8- الآخرة:
" الصراط" 9- أهمية الدعاء.
10-وحدة الأمة:
" نعبد......نستعين" فجاءت الصيغة هنا جماعة و ليست مفردا للتأكيد على وحدة الأمة.
و الفانحة تعلمنا كيف نتعامل مع الله :
فجاءت نصفها ثناء والنصف الآخر دعاء، فحتى لو قسمت حروفها لوجدت أن نصف الحروف ثناء والنصف الثاني دعاء. فعند دعائنا لله تعالى يجب أن نبدأه بالثناء على الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته ثم نتوجه بما نريد من الدعاء.
و اختتمت الفاتحة بـــ
"غير المغضوب عليهم و لا الضالين" فجاءت سورة البقرة بعدها تكلمنا على المغضوب عليهم، ومن بعدها سورة آل عمران تكلمنا عن الضالين.
علاقة أول الفاتحة بنهاية المصحفترى في سورة الفاتحة
" الحمد الله رب العالمين" و في سورة الناس
" قل أعوذ برب الناس" فقد بدأ المصحف برب العالمين و اختتم المصحف برب الناس .
استشعر هذه المعاني عند قراءة الفاتحة "الحمد لله رب العالمين": احمد الله على نعمه عليك
"الرحمن الرحيم": تذكر رحمة الله الواسعة فهو الرحمن وسعت رحمته كل شيء
"مالك يوم الدين": تذكر أنه مالك يوم الدين و اعبده حق عبادته
"إياك نعبد وإياك نستعين"يا رب نستعين بك
"اهدنا الصراط المستقيم" ادع الله أن يهدينا الصراط و يعيننا عليه "
صراط اللذين أنعمت عليهم" و تذكر الأنبياء إبراهيم و نوح، و كل الذين أنعم الله عليهم
"غير المغضوب عليهم و لا الضالين" و نعوذ بك أن نكون منهم.