بعد رفع حقوق التسجيل في الجامعات الفرنسية
20 ألف طالب جزائري يواجهون مصاعب مالية جديدة
أعلنت وزارة التعليم العالي الفرنسية عن رفع حقوق التسجيل في الجامعات الفرنسية لكافة طلبة الليسانس والماستر والدكتوراه ابتداء من الدخول الجامعي المقبل.
القرار صدر في شهر جويلية الجاري من قبل الوزيرة فاليري بيكريس ويقضي برفع حقوق التسجيل بـ 7, 1 بالمائة لطلبة الليسانس و5, 2 بالمائة للماستر، وهو ما يعني أن 20 ألف جزائري مسجلين حاليا بمختلف الجامعات الفرنسية سيواجهون ضغوطا جديدة لاستكمال دراساتهم في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يواجهونها.
وتفيد أرقام الجزائريين المسجلين في الجامعات الفرنسية أن 53 بالمائة منهم يدرسون لنيل شهادة الماستر و27 بالمائة دكتوراه و6 بالمائة في طور الليسانس، مما يعني أن تكاليف الدراسة ستزداد أكثر بالنظر إلى ارتفاع حقوق التسجيل بأكثر من 5,2 بالمائة. ورفضت نقابة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا هذه الإجراءات الحكومية التي وصفتها بأنها ''تريد تحقيق التقشف بتوفير 400 مليون أورو على ظهر الطلبة''.
التأمين الاجتماعي سيرتفع إلى 200 أورو
حسب النقابة، فإن الزيادة التي أقرتها حكومة فرانسوا فيون بشأن حقوق التسجيل في الجامعات الفرنسية تعد نسبتها أكبر بكثير من نسبة التضخم، وهو ما سيزيد من تدهور القدرة الشرائية للطلبة''.
من جانب آخر، ذكر الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا أن تسعيرة التأمين الاجتماعي للطلبة سترتفع هي الأخرى من 117 أورو إلى 200 أورو، ونفس الشيء بالنسبة لتذكرة المطعم التي ستنتقل من 90, 2 أورو إلى 3 أورو، وهي إجراءات وصفت بأنها ''ستجعل من الدخول الجامعي المقبل صعبا جدا من الناحية الاجتماعية''.
وتشير الأرقام في هذا الصدد أن أكثر من 12 ألف طالب جزائري يتقدمون سنويا إلى السفارة الفرنسية بالجزائر للحصول على ''تأشيرة'' للدراسة بالجامعات الفرنسية، لا يقبل منها في النهاية، بعد دراسة الملفات، سوى أقل من 4 آلاف طلب. وبالرغم من ذلك، فإن عدد الطلبة الجزائريين بفرنسا الذي يقارب حاليا الـ20 ألف، يعتبر الأكبر مقارنة ببقية الدول الأخرى يليها في المركز الثاني الطلبة المغاربة. غير أن هذه الضغوط المالية الجديدة التي أقرتها الحكومة الفرنسية بخصوص الزيادة في حقوق التسجيلات الجامعية من شأنها أن تحد بصفة ملموسة من أعداد الجزائريين الراغبين في مواصلة الدراسة في الجامعات الفرنسية.
تحضير الليسانس بالجزائر لتفادي التكاليف الباهظة بفرنسا
حسب المعطيات، فإن عدد الطلبة الجزائريين الذي كان مرتفعا في طور تحضير شهادة الليسانس قد تراجع بصفة كبيرة في السنوات الأخيرة ولم يعد يتعدى العدد 6 بالمائة فقط من بين الـ20 ألف طالب جزائري، بعدما أضحى الجزائريون يفضلون تحضير شهادة الليسانس بالجامعات الجزائرية لتفادي التكاليف المالية الباهظة بفرنسا. ولعل هذا الواقع وراء اقتصار طلبات التسجيل في الجامعات الفرنسية حاليا على شهادة الماستر والدكتوراه.
وذلك لاعتبارات مالية وكذلك لكون طلبات الحصول على ''التأشيرة'' في هذه التخصصات تحظى بالقبول من قبل القنصليات الفرنسية أكثر مما لو كانت في شهادة الليسانس لوجود اعتقاد لدى موظفي هذه الأخيرة بأن طلبة الليسانس لن يعودوا إلى بلدهم بعد إنهاء الدراسة.
ورفضا للتدابير الجديدة المتّخذة من قبل وزارة التعليم الفرنسية، قررت نقابة الطلبة الفرنسيين توقيع لائحة إمضاءات عبر موقع على شبكة الأنترنت، للحيلولة دون مرور هذه الرسوم.
كما طلبت من البرلمانيين بالتدخل لمنع حكومة فيون من تحقيق سياسة '' شد الأحزمة'' على حساب الطلبة. ورفعت النقابة شعار ''نرفض أن نكون الجيل المضحى به'' لمواجهة تلك التدابير، وتجنيد أكبر عدد من طلبة الجامعات تحسبا لشهر سبتمبر المقبل.
صحيفة الخبر الجزائرية
المصدر :الجزائر: ح. سليمان
2010-07-30
الرئيسية
التسجيل
دخول
