بالفعل يستطيع الإنسان تغيير العالم – إن أراد ذلك-. فالإنسان خُلق في الأساس للعبادة وخلافة الأرض وتغيير الفاسد منها.. فكيف يستطيع إذن التغيير؟
ذلك.... بإيمانه العميق بالله والتوكل عليه والسعي نحو الرزق الحلال ومعرفة واجباته ويحققها،فإذا استيقظ صباحاً وأعطي لله ما له من واجبات وحق وحمده وشكره على نعمه كانت أو لم تكن، ووعد – الله- في بداية يومه بالسعي بأقصى جهد له ، لنصره وجعل يومه سعيداً ومليئاً بالنجاح والرزق.
فمثلاً..... المدرس، يستطيع أن يغير العالم، بتغيير نفسه من مدرسِ خصوصياً يهرع لجمع الأموال دون مبرر ويسب ويقذف ويضرب الطلاب ولا يعلمهم شيئا ، لمدرسِ حنون يبتغي من مهنته هذه رضا الله وتعليم البشرية مبادئ الدين والقيم والأفكار التي تعلي بالمجتمع ويجعل المال آخر اهتماماته ، ليتفرغ لتشريب هذه القيم للطلاب .
كذلك الدكتور... يستطيع أن يغير العالم بأسره ، إذا وضع الله أمام عينيه وتذكر قسمه له بالحفاظ على المهنة وأرواح البشر، ويعتبر المريض كما لو كان ابناً أو أباً له ، ويضع المال جانباً ، يستطيع وقتها أن يعلي بمهنة الطب.
ماذا عن المهندس؟ لا يستثنى من ذلك ، فهو أيضاً بحرصه على أرواح الناس في بناء المباني أو تصليح ما فُسد في كافة الجوانب وحرص على علو مهنته واعتبر ذلك مصدر رزقه وواجبه أمام الله ، بدلاً من الجري وراء شبح المال الكاسر ، الذي يسحب الإنسان ثم سرعان ما يفر منه هارباً...
حتى العامل يستطيع تغيير العالم، من خلال تعامله الطيب مع رئيسه والرضا بما قسمه الله له وعدم النظر لما في يد الغير.
كذلك الشيخ والداعية من خلال حديثه العذب الصادق وقلبه النقي الذي لا يبتغي من ورائه سوي مرضاة الله وحب الناس وإصلاح الوطن والتحاور النشط واحترام النفس البشرية ، يستطيع تغيير العالم أكثر من مئة مرة، لأنه في هذا الوقت يغير ألوف ، بل ملايين من البشر الضالين التاهين..
كل واحد منا يستطيع تغيير العالم إن أراد ذلك وتحويله من مادية طاغية لروحانية هادفة ، ولن تكون وقتها خيال أو رومانسية ، بل حقيقة أقرها الشرع وخالق الشرع.....فهل نستطيع تغيير العالم إذن؟؟؟؟