timoعضو مؤسس
البلد: :
|
تَارِيخْ التَسْجِيلْ: : 18/02/2010
|
المُسَــاهَمَـــاتْ: : 804
|
النـِقَـــــــــاطْ: : 6618
|
| موضوع: أسلوب تعديل السلوك و تعلم عادات جديدة الأحد نوفمبر 28, 2010 9:39 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هناك قصة معروفة لتجربة هامة قام بها عالمان من علماء النفس .. ومن رواد العلاج النفسى السلوكى .. هما "واطسون و"راينر" . فقد قام هذان العالمان بوضع فأر أبيض على مقربة من طفل صغير يدعى "ألبرت" كان قد أدخل المستشفى للعلاج من مرض غير نفسى . وببراءة وتلقائية مد الصغير يده يتحسس ذلك الحيوان الصغير الناصع البياض.. عندئذ أصدر "واطسون" تعليماته باصدار صوت مزعج من خلف الطفل ، جعلهيصرخ فزعاً ورهبة .
وتكررت التجربة عدة مرات .. وفى كل مرة يوضع الفأر الأبيض قريبا من"ألبرت" يصدر الصوت المزعج المفاجئ فيؤدى الى فزع الطفل وصراخه . ثم جاءتالخطوة الثانية من التجربة وذلك بوضع الفأر الأبيض قريباً من الطفل ولكنبدون إحداث ذلك الصوت المزعج ..
فماذا كانت النتيجة ؟ لقد ظل الطفل يصرخ بشدة فى كل مرة يرى فيها الفأر الأبيض حتى من على بعد امتار .. ! وبعد أن كان يتحسسه بأنامله .. أصبح فى حالة خوف وهلع شديد لمجرد رؤيته من بعيد ! والشئ الغريب أنه قد حدث للطفل بعد ما ذلك يسمى "بظاهرة التعميم" فقد أصبحالطفل يخاف ويفزع من أى شئ يشبه – من قريب أو بعيد – ذلك الفأر الأبيض .
لقد أصبح "ألبرت" يخاف بشدة من القطط والأرانب , بل ومن الكلاب ذات الفراءالابيض, بل وأكثر من ذلك .. فقد كانت تنتابه نفس النوبة من المخاوف والفزعإذا رأى حتى قطعة فراء ابيض ..!
ونلاحظ أن "ظاهرة التعميم " تلك تحدث فى الكثير من الحالات .. فالأبالقاسى المتشدد الذى يضرب ابنه باستمرار ، ويعاقبه على كل صغيرة وكبيرة ,تتسبب معاملته هذه فى خوف الإبن الشديد ، ليس من الأب فقط ، وإنما منرئيسه ، ومن كل رجل فى موقع سلطة أو نفوذ .
إن التجربة البسيطة التى شرحناها تثبت أن المخاوف المرضية والقلق النفسىالشديد هما عادات أو سلوكيات خاطئة متعلمة نتيجة تكرار التعرض لموقف مفزعأو مؤلم .
فتعرض الطفل "ألبرت" للفأر الابيض (المثير الطبيعى) لم تسبب له أى انفعالات مزعجة فى بداية الامر . ولكن اقتران ظهور الفأر الابيض (المثير الطبيعى) بإحداث صوت مخيف مزعج(المثير الشرطى) أدى الى إثارة مخاوف الطفل وصراخه (الاستجابة) . وأدىتكرار مثل هذه التجربة الى ظهور سلوك غير صحى .. وظهور أعراض مخاوف مرضية.
فلقد أصبح الطفل "ألبرت" يعانى من خوف مرضى (فوبيا) يمكن أن يستمر معه طوال العمر !! إن هذه التجربة تعنى إمكان إحداث مرض أو خلل نفسى بصورة تجريبية !..وبالتالى بإمكانية علاجه وإزالة أعراضه طبقاً لقواعد علم النفس والعلاجالنفسى السلوكى أيضاً .
أى أن المرض النفسى سلوك متعلم ..
وإننا نتعلم الخوف والوساوس والقلق بل ونتعلم تكوين ارتباطات شرطية خاطئة يمكن أن تؤدى الى اختلال التفكير أو اضطراب الوجدان . من هنا .. تؤكد نظريات التعلم وعلم النفس السلوكى أن المرض النفسى هو سلوك خاطئ متعلم .
بل إن المرض العقلى أيضاً كالفصام-من وجة نظر السلوكية –ليس إلا تعلماًمتواصلاً لسلوك مضطرب( وهذا الموضوع محل جدال وأختلاف ) .. فالفصامى يتعلممنذ طفولته التناقض الفكرى والوجدانى ، وذلك عندما يتلقى من أبويه أوامرورسائل (لفظية وغير لفظية) وتقول له افعل (س) ولا تفعل (س) ,أى افعل ولاتفعل نفس الشئ ..! عندئذ يفشل الطفل فى تكوين مفاهيم وتصورات واقعيةوثابتة ومحددة .
وكما أننا استطعنا بالتجربة أن نحدث أعراضا مرضية .. فإننا نستطيع غرس سلوكيات وعادات صحية مرغوبة أيضاً . ولكى نعالج حالة مثل حالة الطفل "ألبرت" فإن علينا أن نحدث اقتراناوارتباطا جديداً بين ظهور الفأر الأبيض (المثير الطبيعى) وبين (مثير شرطى)آخر يثير السعادة والسرور فى نفس "ألبرت" بدلا من ذلك الصوت المزعج المخيف، كأن نقرن بين ظهور الفأر الأبيض وتقديم قطعة من الحلوى أو لعبة يحبهاالطفل .
أى أن نخلق ارتباطاً جديد بين ظهور الفأر الأبيض وإحداث حالة من السرور والابتهاج – مصحوبة بالاطمئنان وعدم الخوف – للطفل "ألبرت" . كما يشترط أن يتم تقريب الفأر أو أى بديل آخر ذى فراء أبيض بالتدريج ،فنبدأ بإظهاره من بعيد مع تقديم الحلوى أو اللعب التى تشيع فى نفس الطفلمشاعر السرور والطمأنينة ، وتتكرر التجربة وفى كل مرة يتم تقريب الفأرتدريجياً مصحوباً بمشاعر البهجة والاسترخاء , وهكذا نلاحظ أننا قدمناللطفل نفس المثير الذى كان يسبب له الهلع والخوف والذعر (الفأر الابيض)ولكن مع كل مرة يظهر فيها كان المجربان يقدمان للطفل مايثير فى نفسهالسرور والبهجة , فارتبط ظهور الفأر الابيض فى ذهن الطفل بمشاعر السروروالبهجة والطمأنينة .. فلم يعد يخشاه أو يفزع من رؤيته !
وهكذا تم استبدال استجابة الخوف والقلق عند الطفل "ألبرت" باستجابة السرور والطمأنينة . ويوضح لنا ذلك أثر التكرار المتدرج فى تقديم المثير بدرجات بسيطة تزداد حتى تصل الى تقديم المثير عن قرب وبحجمه الطبيعى . كما وأن تقديم ما يسمى بالتعزيز الإيجابى (التدعيم أو التشجيع أو الإثابة)للإستجابة المرغوبة يؤدى الى تعزيز وتدعيم السلوك المرغوب واستمراره حتىيصبح عادة – شبة ثابتة – من عادات الفرد .
واعتقد أن كلا منا قد شاهد مرة طفل يصرخ عند دفعه للاستحمام فى البحر لأولمرة , أو عند رؤيته لزائر غريب لم يألفه من قبل .. وكيف أن الأب الحكيم هوالذى يفطن الى استعمال إسلوب التشجيع والتطمين التدريجى لطفله الخائف, فهوبالتشجيع يساعد طفله على الاقتراب تدريجيا من الماء .. أو من ذلك الضيفالغريب ., ويقدم له المساعدة , فيضمه ويربت على كتفه ويبث فيه الطمأنينةوالشجاعة .. وقد يكافئه بالحلوى إذا هو تشجع واقترب من ذلك الشئ الذىيخشاه ويخاف منه .
وبالتكرار واستمرار التدعيم والتشجيع نجد الطفل وقد بدأ يقترب أكثر ولكن بحذر كما لو كان يكتشف عالما مجهولا . وباستمرار الاب فى اتباع مثل ذلك الاسلوب سيجد إبنه مقدما على النزول الىالبحر واللهو والعبث فى مرح وسعادة دون أدنى خوف من الماء , وهكذا فإنتعلم اى سلوك جديد أمر ممكن ولكنه مشروط بالتعزيز والتدعيم والتشجيع .
اذاً .. فالتعلم هو تغير فى سلوك الفرد بحيث يمكن تعديله أو تشكيله أوصقله . وان ذلك التغير فى السلوك يمكن أن يستمر إذا تم تعزيزه بالمكافأةوالتشجيع والتدعيم .
أما التغير فى السلوك الناتج عن العقاب أو الذى يرتبط بمشاعر الفشل أوالإحباط فهو تغير سطحى لايستمر طويلا بل وقد ينتج عنه سلوكيات مضاده غيرصحية , وإن التخلص من أى عادة سيئة أو أى سلوك غير مرغوب يتوقف بدرجةكبيرة على أن إظهار هذه العادة السيئة تسبب للفرد مشاعر غير سارة وتؤدىالى نتائج غير ممتعة أو غير مفيدة أو ضارة مؤذية .
ويمكن أن يستخدم الإيحاء الذاتى فى المساعدة على استبدال السلوك الغيرمرغوب بسلوك أخر مرغوب وذلك عن طريق التأثير اللفظى - كأن يقول الفردلنفسه عبارات تشجيع وتدعيم عندما يسلك سلوكاً مرغوباً ..
وأذكر أثناء دراسة مادة التشريح فى كلية الطب .. قصة الزميلة التى كانتتردد باستمرار فى بداية العام الدراسى أنها لا تتخيل أن ترى جثة آدميةوأنها تتوقع أن تفشل فى مادة التشريح لأنها تخاف بل وتصرخ اذا رأت صرصاراأو فأرا صغيرا ,ومرت الشهور وفوجئ الجميع بالزميلة تمسك المشرط وتقومبعملية تشريح إحدى الجثث الموجودة بالمشرحة .. ثم تقوم بشرح كل عضلة وكلوعاء دموى أو عصب وهى ممسكة به بين اصابعها !! وبمهارة تحسد عليها ..!فكيف حدث ذلك ؟
لقد اتبعت الزميلة – دون أن تقصد – إسلوبا من أساليب العلاج النفسىالسلوكى ، وهو إسلوب إزالة الحساسية التدريجى مع التدعيم والتشجيع الذاتى.. فقد روت لنا كيف أنها عندما رأت لأول مرة اللافته المكتوب عليها اسم"المشرحة" إنتابها الخوف واضطرب قلبها ,ولكنها أخذت تقول لنفسها عباراتالتشجيع حتى اقتربت من الباب والقت نظرة على المناضد الرخامية الموجودةبالداخل واكتفت المرة الأولى بهذه الخطوة .. ثم كررتها عدة مرات معاستمرارها فى تشجيع وطمأنة نفسها وطرد الافكار والتصورات المخيفة من ذهنها..
وكانت الخطوة الثانية بالدخول عدة خطوات داخل المشرحة والخروج بعد فترةقصيرة والاكتفاء بإلقاء نظرة من بعيد على محتويات ذلك المكان الذى يثيراسمه الخوف والهلع فى نفوس الكثيرين .. مع استمرارها فى استخدام اسلوبتشجيع الذات وبث الثقة فى النفس .
تلا ذلك قيامها بعمل جولات يومية حتى تتعود على المكان تماماً وتخلص ذهنهاونفسها تماماً من الحساسية المرتبطة به .. وكانت تزداد ثقة واطمئناناًكلما رأت الزملاء يقومون بعملية تشريح الأنسجة الآدمية الميتة بمهارةوجرأة وثقة لكنها مع ذلك ظلت تخاف وتفزع إذا مارأت فأرا أو صرصاراً صغيرا..! بل قد تصرخ وتقفز الى خارج الحجرة من الخوف والفزع ..!!
وهكذا .. فقد عالجت نفسها من مخاوف تشريح جثة آدمية ولم تعالج نفسها من الخوف من حشرة منزلية صغيرة ..
إننا نتعلم كل شئ .. نتعلم الشجاعة أو الجبن .. نتعلم الثبات والهدوء , أو الرعونة والقلق .. نتعلم النشاط والصبر والتفاؤل , أو الكسل والتخاذل والتشاؤم .. نتعلم النظام والدقة , أو الفوضى والمرض والارتباك . ولا نبالغ إذا قلنا أن كل الكائنات والمخلوقات تخضع لعمليات التعلم وتغيير السلوك حتى أبسط الكائنات . |
|
mustapha:: [ مراقب عام ] ::
البلد: :
|
تَارِيخْ التَسْجِيلْ: : 09/10/2010
|
المُسَــاهَمَـــاتْ: : 4299
|
النـِقَـــــــــاطْ: : 10418
|
| موضوع: رد: أسلوب تعديل السلوك و تعلم عادات جديدة الجمعة ديسمبر 03, 2010 1:08 pm | |
| |
|
| موضوع: رد: أسلوب تعديل السلوك و تعلم عادات جديدة الأربعاء ديسمبر 15, 2010 8:47 pm | |
| |
|
chafia۞مشرفة منتدى الطالبات۞
البلد: :
|
تَارِيخْ التَسْجِيلْ: : 16/08/2010
|
المُسَــاهَمَـــاتْ: : 4455
|
النـِقَـــــــــاطْ: : 10269
|
| موضوع: رد: أسلوب تعديل السلوك و تعلم عادات جديدة الأربعاء ديسمبر 15, 2010 10:06 pm | |
| merci bcp khoya timo pour le sujet baraka laho fik :olp: |
|
3aklia_dzالمشرف العام
البلد: :
|
تَارِيخْ التَسْجِيلْ: : 16/07/2010
|
المُسَــاهَمَـــاتْ: : 4741
|
النـِقَـــــــــاطْ: : 11526
|
| موضوع: رد: أسلوب تعديل السلوك و تعلم عادات جديدة الأربعاء ديسمبر 15, 2010 10:26 pm | |
| |
|