الحدائق العمومية في العاصمة
يوسف نكاع - الجزيرة توك -
الجزائر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اليد في اليد تحت الأشجار و الخد على الخد بعاد على الأنظار
فات ألي فات….. لا شك أن رائعة المطرب الجزائري احمد وهبي التي تحاكي قصص الحب الطاهر و بعد أن كنا نسمعها فقط أصبحت تنطبق على الكثير من العشاق و تصف الحال الذي ألت اله جل الحدائق العمومية في العاصمة. و من جهة أخرى لا يمكننا في هذا الوقت بالذات أن ننكر الجهود الذي بذلت من أجل إنشاء مرافق عمومية و حدائق يلجأ إليها السكان من اجل الراحة بعد أن كان البحث عنها في العاصمة أشيه بالبحث عن نجمة في عز النهار و اذ بنا اليوم نتخطى زمن إنشاء حدائق عمومية إلى زمن المحافظة على سلامتها و استغلالها في إطار الترفيه و التسلية من اجل حث المواطنين على التوجه البها باعتبارها شيدت منهم و لهم و لأجلهم.
حديقة الحرية… الحرية بمفهوم مغالطتتموقع الحديقة بالمنطقة المسماة قديما قلب يسوع أو ساكري كور حديقة ظاهرها يخفي الكثير عن جمالها تتوسط مباني العاصمة البيضاء في شكل قلب و الملفت أنها توفر جوا من الهدوء و السكينة على الرغم من ضجيج الطرقات و دخان السيارات المحيطة بها.
يحكى أن العجائز فيما مضى كن يتخذن من الحديقة مكانا للخياطة و النسج و كانت الألبسة التي تخاط توزع على الفقراء أو تقدم كهدايا للجيران الذين كانوا يستأنسون يبعضهم تحت ضلال الأشجار.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]التصميم الهندسي للحديقة و شكلها المائل يجعلك تتخيل أنك تتسلق الجبل و في كل مرة تصادف منظرا مختلفا فعند المدخل تستقبلك صخرة عملاقة عل شكل شلال تتوسط بركة من الماء الطبيعي على شكل حوض طبيعي للأسماك و من ثم تصعد السلالم المبنية على الستايل الروماني لتلج داخل الحديقة.
ستعجبك الكهوف و المغارات و النافورة التي تتوسط الحديقة و تحفها أشجار الصنوبر و الزان و أشجار أخرى جميلة و باسقة ممتدة إلى عنان السماء و التي تنبعث منها أصوات أسراب العصافير التي تعشش فوقها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و بفضل الأشجار التي يفوق عمرها 100 سنة فان النسمات العليلة ترطب الجو في عز ارتفاع درجات الحرارة. كل شيء تقريبا يجعل من المكان مثاليا لان يكون ملجئ للسكان من أجل قضاء نهاية يوم و لما لا يوم بأكمله بالمكان لولا بعض النقائص التي يمكن تداركها , و على سبيل المثال فقد اختفت الحيوانات التي كانت بالأقفاص المشيدة بالحديقة و حل محلها أعداد كثيرة من العشاق الذين يأتون إليها من كل فج بالعاصمة رغبة في الانزواء و الاختباء بين أشجارها
هذا الأمر نكد و نغص على السكان حياتهم و أصبحوا يتضايقون من المشاهد المشية التي تتكرر و بصفة يومية بالمكان و يتمنون أن تتحرك الجهات المسؤولة من اجل إعادة السمعة الحسنة للحديقة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الحديقة الوطنية للتسلية بن عكنونالحديقة الوطنية للتسلية ببن عكنون تعتبر و للكثيرين من اغني و أهم الحدائق العمومية بالجزائر بالنظر إلى المساحة الشاسعة التي تشغلها والى التنوع الحيواني و النباتي الذي تتميز به كما أن الحديقة الوطنية للتسلي تلبي مختلف حاجات المواطنين من عشاق الطبيعة الخلابة و المسالك الجبلية و الغابات المنتشرة على امتداد الحظيرة إلى التنوع الحيواني الذي تزخر به فهي تمتلك أنواعا نادرة من الطيور و الحيوانات كالفيلة الإفريقية و النعامة الاسترالية و الثيران البرية
...الخ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كما أن للأطفال نصيبهم من الاهتمام من خلال مدينة الملاهي المصغرة أين يمكن للأولاد اللعب و قضاء وقت ممتع بعيدا عن ضوضاء المدينة والأهم من ذلك أن هذا النوع من الحدائق يلعب دورا أساسيا في التربية البيئية و تثقيف الجيل الصاعد في الوقت الذي تشهد فيه ثقافة حماية البيئة انحدارا كبيرا بسب الاستغلال السيئ لمثل هذه المساحات الخضراء و غياب مناهج تربوية مختصة في هذا الميدان إضافة إلى ما تم ذكره فا الحديقة لم تغفل عن عشاق الطعام و ذلك بالعدد المعتبر للمطاعم المنتشرة على امتداد الحديقة التي تقدم أطباقا مختلفة تزيد من لذتها أن تجتمع كل العائلة حولها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في الجولة التي قادت المساء إلى الحظيرة الوطنية لبن عكنون اقتربت من بعض العائلات التي افترشت الأرض تحت أضخم أشجار الحدقية من اجل التواصل معها و معرفة انطباعها حول الحديقة و أجمعت جل العائلات منها من يقطن بالعاصمة و منها من جاء من ولايات أخري كبشار و سكيكدة و تيارت على أن الحديقة تعتبر مكانا مثاليا من اجل قضاء نهاية أسبوع برفقة كل العائلة و بتكاليف جد معقولة خاصة و أن المكان يتوفر على تنوع نباتي مريح للأعصاب و يرفه على النفس التي أنهكها الحر القاتل و الزحام الذي بات يطبع يوميات المواطن في فصل الصيف.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الكثير و الكثير من العشاق و على اختلاف أشكالهم و أعمارهم يتخذون من الحديقة مكانا للالتقاء بعيدا عن الأنظار منهم من يفرض قانون الغاب من خلال منع التجوال في عرينه او من خلال اختيار جحر في الجبل أو قرب النهر او تحت ممر السكة الحديدية أمر بات يثير الاستغراب بحسب احد الزوار الذي أخبرنا انه أصبح يعتمد على خريطته الخاصة في التنقل بالحديقة من أجل اجتناب بعض الجماعات التي تشكل مصدر إزعاج للزوار.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]حاولت المساء الاقتراب من بعض هذه الجماعات الا ان محاولاتنا كثيرا ما قوبلت بأنياب كشر عنها و شتائم بالجملة و هذا حال كل من تسول له نفسه الاقتراب من عشاق الحديقة أمر يدعو إلى التساؤل حول وضعية الحراسة و المراقبة و الحالة الأمنية للحظيرة فسيارات الأمن لا تتوقف عن التجول من اجل تامين الزوار إلا أن هذا لم يمنع بعض التصرفات الشاذة التي تضع سمعة الحظيرة في وضعية صعبة .
حدائق الجزائر العاصمة المعلقة على أمال المواطنين في أن يتم أعادة ترميمها ن أجل المحافظة عليها مربوط بضرورة التوعية و تحسيس المواطنين أن احترام الأماكن العامة واجب و مسؤولية و أن الحدائق العامة وجدت لكي تزين صورة المدينة التي سادها التلوث السمعي البصري .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]