متابعة لمواضيع الرقابة البرلمانية على اعمال الحكومة عن طريق الاسئلة نتعرض اليوم الى:
تقييم الاسئلة من خلال الممارسة البرلمانية في الجزائر:
بداية تجدر الاشارة الى ان الممارسة البرلمانية في ظل الحزب الواحد لم تشهد الكثافة التي شهدتها في ظل التعددية الحزبية ففي المرحلة السابقة كانت الية الرقابة عن طريق الاسئلة متواضعة وكإحصائية لذلك فان عدد الاسئلة التي وجهها نواب المجلس الشعبي الوطني الى اعضاء الحكومة خلال الفترة الممتدة من:
1977/03/05 الى 22-01-1979 لم يتجاوز 23 سؤالا فقط.
وبما ان رقابة نواب البرلمان لاعمال الحكومة عن طريق الاسئلة تعد من اسهل وسائل الرقابة استعمالا فانها عرفت بعض الانتعاش في ظل الممارسة البرلمانية خلال برلمان التعددية الحزبية وهذا سواءا تعلق الامر بالاسئلة الكتابية او الشفوية رغم ان الاسئلة الكتابية هي الاكثر استعمالا في المجلس الشعبي الوطني.
عودة الى الاحصائيات فان عدد الاسئلة التي طرحت مثلا خلال الفترة التشريعية الرابعة الممتدة من 1997 الى 2002 فان الاسئلة الكتابية التي وجهها اعضاء المجلس الشعبي الوطني لاعضاء الحكومة بلغت 703 سؤالا كتابيا و 500 سؤالا شفويا.
و الملاحظ أيضا ان هناك تفاوتا بين غرفتي البرلمان في مجال هذه الرقابة اذ وجه اعضاء مجلس الامة 70 سؤالا شفويا و25 سؤالا كتابيا فقط خلال الفترة التشريعية من 1997 الى 2003
اما من ناحية طبيعة مواضيع الاسئلة المطروحة على اعضاء الحكومة فان دراسة على مائة 100 سؤال شفوي و 100 مائة سؤال كتابي تم طرحها من طرف النواب تبين ان الاسئلة اجمالا تتعلق بقضايا محلية متمثلة في انشغالات محلية حملها المواطنين لممثليهم في المجلس الشعبي الوطني .
ملاحظة اخرى تتعلق بوجهة الاسئلة المطروحة فمن خلال دراسة نفس العينة من الاسئلة فان هناك وزارات تعتبر الاكثر وجهة لاسئلة النواب كوزارة الداخلية والسكن و التربية الوطنية.
ومن خلال الممارسة البرلمانية السابقة فان الملاحظ ان الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان كان يرد في الكثير من الاحيان على اسئلة اعضاء البرلمان المتعلقة بقطاعات مختلفة نيابة عن رئيس الحكومة ووزرائها.
ثم ان الكثير من الاسئلة التي تم طرحها ومن خلال العينة المدروسة فانها تتسم ببعض من النقص في الدقة اذ قد تجد السؤال مرفوقا باسئلة فرعية تتوه معها الاجابة المدققة على موضوع السؤال الرئيسي وهو ما يبرر احيانا احتجاج النواب على عدم اقتناعهم بالاجوبة المقدمة من اعضاء الحكومة.