أمريكا تحبس أنفاسها من عودة المغول
كاهن إنجيلي متطرّف يتحدى المسلمين
اسمه تيري جونز، إنجيلي متطرف يدير الكنيسة ''دوف وورد أوتريتش سنتر'' بفلوريدا، في سن الشيخوخة، نحيف بملامح هيستيرية تعطي صورة شخص خرج من دفاتر الصليبية، يصرخ ويتوعد... وضع في مساحة كبيرة أمام كنيسته لافتات كتب عليها ''الإسلام من عمل الشيطان'' وأخرى توجه عدسات الكاميرات العالمية إلى مكان حرق المصاحف يوم عيد الفطر الذي يتزامن مع الذكرى التاسعة لأحداث الحادي عشر سبتمبر.
ونبه قائد القوات الأمريكية المقاتلة بأفغانستان، ديفد بتراوس، إلى عواقب مثل هذا العمل على حياة الجنود. وعبر ناطق باسم البيت الأبيض عن نفس الانشغال. لكن صاحب الفكرة قال إن كنيسته تدرك جيدا أن الخطوة ستكون ''هجومية خصوصا للمسلمين''، وأضاف قائلا: ''أشعر بالأذى حين يحرقون العلم وحين يحرقون الإنجيل، ولكننا نشعر بأن الرسالة التي نحاول أن نرسلها أهم بكثير من شعور الناس بالأذى''، معتبرا أن الرسالة موجهة إلى من وصفه بالعنصر الأصولي في الإسلام وليس المعتدلين. بمعنى أنه لا ينوي التراجع عن قراره.
وتسارعت أمس الردود من جميع أنحاء العالم؛ حيث وصفت كاتبة الدولة الأمريكية، هلاري كلينتون، العمل بـ''الشائن وغير الجدير بالاحترام''، وقالت أن التزام بلدها بالتعايش الديني يعود تاريخه إلى بداية نشأة الدولة الأمريكية.
وأدان الفاتكان الفعل وعبر عن التضامن بين الأديان لمحاربة ''العنف بين الديانات''، في بيان صدر عن سفارة الفاتكان بالجزائر، تلقت ''الخبر'' نسخة منه أمس.
فيما التقى عدد من ممثلي الديانات السماوية وزير العدل الأمريكي، إريك هولدر، وطالبوه باتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يعتدي على المسلمين، وعقدوا مؤتمرا صحفيا أكدوا فيه وقوفهم إلى جانب المسلمين.
كما أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، خطة إحراق نسخ من القرآن، وأكد أن هذه الخطة ستزيد من حجم الخطر الذي تتعرض له قوات التحالف في أفغانستان.
أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانباراست، فاعتبر أن خطة حرق نسخ من المصحف الشريف في ذكرى 11 سبتمبر قد تؤدي إلى ردود فعل من المسلمين لا يمكن السيطرة عليها.
وشهدت العاصمة الأندونيسية جاكرتا تظاهرات أمام السفارة الأمريكية احتجاجا على خطط الكنيسة الأمريكية. كما نظم مئات الأفغانيين في كابل الإثنين احتجاجات على خطة الكنيسة، وحمل المتظاهرون لافتات تطالب الحكومة الأمريكية بمنع الكنيسة من تنفيذ مخططاتها.
وأدانت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، كاثرين اشتون، هذا المشروع وقالت أن الاتحاد ''يحترم جميع الأديان''. ونبه الأزهر الشريف إلى تدهور العلاقات بين أمريكا والعالم الإسلامي في حال ما إذا حدث ذلك، وقد يعطي الفرصة للإرهابيين. وأدان الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، المشروع الشنيع. كما قدم الاتحاد الممثل لعشرين ألف كنيسة بأندونيسيا رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعوه للتدخل لمنع ما لا تحمد عقباه.
المصدر :الجزائر: عبد القادر حريشان/ الوكالات