كـــــرسي اعتـــــراف
هل أنا أبحث عن القدر ؟
أم هو من يبحث عني .. ؟!
لو قلت جزافا بأنني من يطلبه
فماذا فعلت حين طاردته .!
لا اعرف سببا لما أنا فيه ..
بل أعرف ولكنني أهرب من نفسي المحملة به
أهرب من مرارة العبث التي تركت آثارها على صفحة الذكريات
أهرب من التقاء أحلامي وواقعي الذي صنعت حين طلبت القدر.
في كل مرة اهرب فيها .. ..
أجدني متجهماً بائسا ... سائلا ذاتي
" هل اقترفت كل تلك الحيوات .. بمحض الصدفة ؟! "
لأجد الجواب تائها بين الاعتراف والإنكار
لتنهار الحقيقة هناك عند بعض تمتمات أخفيها
لكن صوتها العاري يكشف ستري أمام الذات .
ولو قلت جزافا بأنه يطلبني
فلماذا يحاصرني بأفعالي المنبوذة في كل لحظاته
لماذا لا ينتهي كعاصفة تهب في ذات خريف وترحل إلي الأبد؟!
أجده يعاقبني بحنكة ..
بتقطير الألم في جرعات تأبي التوقف للحظة
وكأنها عقارب الساعة التي لا تمل الدوران .
لا هروب منه هناكـ ..
يمقتني بكل ما فيه من أنفاس البشر ..
لأحترق بين اللهو والعبث في ظلمة محمومة للأبد
حتى علقم الموت ..
أشد وطأة من تذوقه على الحقيقة
والآن .. يقذفني في ظلام دامس بقيود عتيدة من التيه
وندم .. يلطخ وجودي برقعة سوداء
كقرصان جالا عباب البحر ليموت غرقا في بئر قذرة
آهـ .. كم يحملني على أشواكـ أنني " مازلت أعيش "
في جحيم صامت .. قارص ..
بلا عودة ..
و بلا قرار .