بِصَبرٍ هاتِيْ إنْ حَلَّ البَلاءُ
وتَسليمَاً إذا نَزَلَ القَضاءُ
ولا تَاْسَيْ على مافاتَ يَومَاً
فإنَّ الفَوتَ حَظٌّ وابتِلاءُ
وإنْ ضاقَتْ ستُفرَجُ بعدَ حَينٍ
وبعدَ الكَربِ يُسرٌ لا وِجاءُ1
وما الأيَّامُ إلاَّ مُثقَلاتٍ
بِبَطْنَينٍ..هَناءٌ والشّقاءُ
ومَا كِلتَاهُما إلاَّ سَرابٌ
وَمِنْ كِلتَيْهِما يَقَعُ الجَزاءُ
وإنْ طالَتْ سَتُقصَرُ بانقِضاءٍ
وما دامَتْ.. ولِلّهِ البَقاءُ
مَهَبٍّ ذو هَباءٍ إذ تَرغَّى
كَما يَرغَى عَنْ الزَبَدِ الجُفاءُ2
إذا ما هيْتَ هَيتَ دَرَاكِ أَرغَتْ
فَمُعْسِرَةٌ إذا ما الطَلْقُ هاءُو3
وما الدُنيا سِوى لَعِبٌ ولَهوٌ
يُزَيِّنُها بَنُونٌ والنَماءُ4
تَغُضُّ الطَرفَ يَومَاً ثُمَّ تأتي
بأيَّامٍ..كأنَّ العَيْنَ داءُ
هِيَ الدُنيا لَعُوبٌ ذاتُ بَعْلٍ
أصَمٌّ أبكَمٌ أعمَى غُثَاءُ5
غَرُورٌ في دِيارِ النّفسِ تَلهُوا
دَرُورٌ إنَّما عَزَّ الوِكاءُ6
هِيَ الدُنيا أَساسٌ فيهِ ناسٌ
فَإمَّا صالِحَاً..أو هُمْ أَساءُو
فَجُودِي باختِيارِ الصَّحبِ كَيْ لا
يَعُمُّ جِوارَ جَرباءٍ جَلاءُ
فمَا الدُنيا..ألا يانَفسُ كِعِّيْ
سِوَى دَارٍ يُعَمِّرُها الفَناءُ
أَبَعْدَ اليَومِ وَيحَكِ أَنْ تَزُوغِيْ؟
ويُؤخَذُ مِنْ جَوارِحِكِ الأَدَاءُ
أَيَسْتَغْوِيكِ بَعدَ اليَومِ غَيٌّ؟
وفي مَثْواكِ قَدْ فَحَّ البُواءُ7
نَعَمْ يانَفسُ هيتَ لَكِ وهَيّا
فَقَدْ أَرغَتْ وقَدْ آنَ الأَناءُ8
ألا هُبِّيْ بأنْ تُوبِيْ مَتَابَاً
لِيَعْلُوا بَعدَ أنْ تَبَّ البِناءُ
ومِنْ حَبلِ الوَريدِ إلَيكِ قُربَاً
فَإنَّ اللهَ أقرَبُ والرَجَاءُ
وإنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ
فَإنْ تَبَّتْ يَدَاكِ فَذا بَواءُ9
بِمَا كَسَبَتْ ومَا تُظلَمْ نَقِيرَاً
وَوَيْحَكِ سَوفَ يُخزيكِ الغَباءُ
ومَا تَدرينَ مَا كَسبٌ سَيَأتيْ
غَدَاةَ اليَومِ..بِرٌّ أمْ خَواءُ
وفي أَيِّ الوِهادِ سَتَتْرُكِينِيْ
مَدُودَاً بَينَ دِيدَانٍ غِذاءُ
أَمَا أمَّارَةٌ بالسُّوءِ رَغْوَاً
فَأَيُّ الهَيَّ بِنْ بَيَّ الوَجَاءُ10
سَتَلْقَيْهَا لَظَىً نارَاً تَلَظَّى
أَنَزْعَاً لِلشَّوَى أمْ ذا شِواءُ؟
بَلَى نَزَّاعَةً..هَبَلَتْكِ أُمٌّ
وَوَيْلَكِ مِنْ لَظَى..مَا مِنْ وَقاءُ
فَإنْ لَمْ تَدرُكيْ بِغِطَاكِ طَمْنَاً
ألا لَوَّامَةً يَسَعُ الوِطَاءُ؟
فَمَا لِلْعُمرِ مِنْ حَظٍّ سِوَى أَنْ
تَجُوزينَ الصّراطَ لَكِ اللّواءُ
ومَا غَيرُ الفِعَالِ لِحَصدِ بِرٍّ
فَإنْ عَذُبَ الرَواءُ زَها الإتاءُ11
الى دَارِ النَعيمِ ألا فَهُبِّيْ
وجُودِي مِثلَما جَادَ السِقَاءُ