مالقلبي سوى الله .. آمييين يااارب الله يثبتنا على ما يحبه ويرضاه
إذا اتفقنا أن النصر هو الثبات وإنما يظهر على ارض الحياة من ثمار بعد الثبات هي مظاهر النصر،
علمنا أن الإمام الحسين رضي الله تعالى عنه وأرضاه قد انتصر في يوم عاشورا.
* بما أننا نتكلم من منطلق أخلاق سيدنا محمد وشمائله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد قال عدد من علماء السيرة:
إن الذي جرى في يوم احد كان نصراً ..كيف كان نصراً وقد استشهد حمزة ومصعب وعبد الله بن جحش وسعد بن الربيع
وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم ؟ كيف كان نصراً وقد سالت الدماء من الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم
وكسرت رباعيته الشريفة وشج جبينه الطاهر؟ كيف نسميه نصراً وقد مثل بسيدنا حمزة وحصل ما حصل؟
- كان يوم نصراً و وجه النصرة فيه أن الله اشرب قلوب ساداتنا الصحابة أهمية الثبات
عندما أمر الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم الرماة بان يثبتوا على الجبل وقال إن رأيتمونا نقتل وتتخطفنا الطير فلا تبارحوا مكانكم
وان رأيتمونا ننصر فلا تبرحوا مكانكم وبدأت ريح النصر تهب وانتصر الصحابة مع رسول الله في أول المعركة
وبدأ الأعداء يتساقطون في تلك المعركة و يهربون فاجتهد كثير من الرماة في فهم معنى مقصود كلام رسول الله على غير الوجه
ولم يريدوا مخالفة الرسول إنما ظنوا أن المعركة قد انتهت فينزلون مع من نزل ويأخذون بعض الغنائم فلما نزلوا
ولا حظ خالد بن الوليد رضي الله عنه قبل إسلامه الأمر التف من وراء جبل الرماة وداهم الجيش من خلفه
فحصل ما حصل من انكسار للجيش هنا يأتي معنى النصر !
- ما معنى النصر؟ قال العلماء لو أن المسلمين كانت لهم الغلبة في معركة احد
لاهتز معنى الثبات في منهج الأمة لكان في مفهوم الأجيال بعد ذلك من الممكن أن نقول نخالف أمر رسول الله
وننتصر لكانت العقول قد تتقبل أمر المخالفة مع حصول النصرة بعد المخالفة مع حصول المقصود
لكن انكسار الجيش اشرب قلوب ساداتنا الصحابة ومن يأتي بعدهم أن النصرة هي الثبات على أمر الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم
فكان انكسار الجيش نصراً للمسلمين بأن ثبت ورسخ في قلوبهم أن النصرة مقترنة بالثبات وبدون الثبات لا تكون غلبة لأحد من المسلمين.
* درس الثبات الأخر في حنين: عندما خرج حديثي العهد بالإسلام ولم يأخذوا وقتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
نظروا إلى كثرة عددهم فقالوا لن نغلب عن قله نحن اليوم كثر، اعتماد على الأسباب وأعجبتهم الكثرة
بعد أن كان الاعتماد على مسبب الأسباب .. فحصل الانكسار والهزيمة لتبرز معاني النصرة الحقيقية في ثبات
الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ينصرف الناس وصاروا في مرمى العدو والناس يهربون فهنا ظهر ثبات
الحبيب صلى الله عليه وسلم فكان يقول للعباس نادي لي أصحاب بيعة الرضوان نادي أصحاب بيعة العقبة
أي الذين عاشوا معي معنى التربية على الثبات و عرفوا قيمة الصلة بمعنى الثبات فاخذ يناديهم العباس
والحبيب يقول " أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب" في حال الحاجة إلى النصرة ينبغي أن نثبت ..
إذا شعرنا كأمة أننا نهزم و نقهر ونقتل وان أراضينا وأهلنا وأعراضنا أصبحت نهبت رخيصة لأعدائنا
إذا أردنا أن نتخلص من هذه الحالة فلنبحث عن حقيقة الثبات لأن النجاة مرتبطة بالثبات.. علمنا هذا الحبيب لما رأى الجيش بدأ ينهزم
صار يظهر معنى الثبات في ذلك الموقف "أنا النبي كذب أنا ابن عبد المطلب" صلى الله عليه وآله وسلم
فالتف الصحابة مرة أخرى لكن لم يلتفوا هذه المرة على الكثرة وإنما التفوا على الثبات وبمجرد أن غيروا مشهدهم
من التفات على الكثرة إلى التفات على معنى لثبات تغيرت الموازين وفتحت الطائف،
ولم يغنموا المسلمين في معاركهم مع رسول الله أكثر من غنائمهم في معركة الطائف !!
* مقارنة:
1- احد .. عند النزول عن الثبات لأخذ الغنائم والتراجع عن الثبات ولو بغير قصد
وكانت النتيجة: هزيمة وغلبة العدو عليهم.
2- حنين .. لما رجعوا إلى الثبات جاءتهم الغنائم.
هذا حال الأمة اليوم وما أشبه الليلة بالبارحة