يمكن اعتبار السوق التي قام بها اليوفنتوس من أفضل الأسواق لا في إيطاليا فحسب بل في أوروبا أيضاً حيث تمكن من جلب أحد عشر لاعباً يتميزون بقيمة فنية عالية وبعنصر الشباب مما يعني أنهم سيخدمون النادي لسنوات طويلة فضلاً عن حضورهم بنظام الإعارة مما يمنح السيدة العجوز إمكانية اختبارهم قبل الموافقة على أي منهم .

لكن هذه التشكيلة لم تستطع حتى الآن إثبات نفسها على أرض الملعب حيث قدّمت أداء متذبذباً للغاية ومتفاوتاً فبعد فوز كبير على أودينيزي بأربعة أهداف خارج أرضه عاد ليهزم على أرضه أمام باليرمو بثلاثة أهداف لهدف ليعود مرّة أخرى ويدك مرمى ضيفه كالياري بأربعة أهداف خرج بها فائزاً.

بطبيعة الحال تحتاج التشكيلة للانسجام لتبدأ بإعطاء النتائج خصوصاً مع وجود مدرب جديد هو لويجي دل نيري الذي يحتاج إلى الوقت لفرض أفكاره وتطبيقها على أرضية الميدان لكنه يحتاج أيضاً للانتباه إلى بعض النقاط التي تجب معالجتها إن أراد المنافسة على القمة وهذه النقاط تتلخص بما يلي :

عدم ثبات التشكيلة والخطة :
تدخل السيدة العجوز كل مباراة من مبارياتها بتشكيلة مختلفة وبخطة مختلفة إلى حد ما فهو تارة يلعب 4-4-2 صافية وتارة يلعب 4-3-3 وتارة أخرى يبدأ بإحدى الخطتين وينتقل لأخرى بعد فترة أي أن دل نيري لم يستقر حتى الآن على تشكيلته الأساسية بعد مرور فترة تحضيرية وستة أسابيع على بداية الموسم مما يعني لنا كمراقبين أحد أمرين : إمّا أنه ضائع أو أن لاعبيه متذبذبو المستوى وبالتالي يتوجب عليه حسم الأمور بأسرع وقت ممكن والاعتماد على الأحد عشر لاعباً مع تحديد الأولويات في حال الغيابات .

الضعف الدفاعي الناتج عن سوء التمركز وعدم وضوح المهام :
سجّل في مرمى اليوفنتوس حتى الآن 12 هدفاً في ست مباريات مابين الدوري المحلي والبطولة الأوروبية بمعدل هدفين في المباراة الواحدة وهو معدّل عال للغاية بالنسبة لناد إيطالي الأمر الذي يثير القلق حقّاً .

مردّ هذا الضعف قلّة التنظيم والتنسيق مابين لاعبي خط الدفاع و سوء تمركزهم الذي كان واضحاً للغاية في أكثر من مناسبة خاصة مبارتي باليرمو و كالياري حيث ضُرب خط الدّفاع أكثر من مرّة نتيجة لتوضع اللاعبين على خط واحد يضاف لها غفلاتهم الكثيرة عن مهاجمي الخصم الذين يتسللون من وراء قلبي الدفاع وآخر الأمثلة هدف ماتري الأول عندما انبرى لوحده لكرة لازاري العرضية ولاعبو اليوفنتوس يتفرّجون عليه وكأن الأمر لا يعنيهم مما يعني أن الفريق بحاجة لإعادة النظر في التموضع الدفاعي الحالي وتوضيح في المهام لكل لاعب لوحده والتدريب على التحرك كأفراد وكجماعة بحيث يكون خط الدفاع "وهو أساس الفريق على مرّ العصور " جداراً صلباً يصعب خرقه .

قلة العمليات الهجومية المنسقة والاعتماد على الفرديات حتّى الآن :
رغم نسبة التسجيل المرتفعة لليوفنتوس " حيث سجّل 15 هدفاً في ستة مباريات " إلّا أن معظمها لم يأت عبر عمليات جماعية مميزة وحركة فريق منسقة بل هو يأتي نتيجة مهارة لاعب أو لاعبين معاً أو من خلال الضربات الركنية التي يتدخل فيها مدافعوه "الذين يمتازون بقدرة متابعة يحسدون عليها " حتى مباراتي أودينيزي وكالياري واللتان شهدتا أفضل أداء للسيدة العجوز سجّلت الأهداف من خلال تعاون كراسيتش مع كوالياريلا تارة ومع ماركيزيو تارة أخرى في حين أن المباراة الأخيرة كانت نتيجة تألق كراسيتش لوحده فالمطلوب من المدرب حالياً تكثيف العمل على التكتيكات الهجومية الجماعية خلال التدريبات وإلا فإنه سيهدر قدرات فريقه الهجومية حيث لن يستطيع اللاعبون حسم المباريات دائماً بمجهوداتهم الفردية .

لدى اليوفنتوس تشكيلة لاعبين يحسده عليها أي ناد في العالم لكن مشاكله أيضاً ظاهرة للعيان وأساسها عدم الاستقرار على فكر معين وهو الأمر الذي يجب أن ينتهي لأنه كلما طالت هذه الفترة زادت خسارات الفريق وزادت صعوبة استعادة الثقة فهل يستطيع المدرب دل نيري تجاوز هذه المشاكل بالسرعة المطلوبة ؟ فعلياً هو لا يملك خياراً آخر .