التسويق يهدف إلى تحقيق غرض معين، فغرض المستشفيات التي لا تهدف إلى الربح هو خدمة المصلحة العامة، من خلال رفع المستوى الصحي، ويتجلى هذا من خلال تقديم خدمات صحية لفئات واسعة من المجتمع، وبما أن هذه المستشفيات عادة ما تكون تابعة لوزارة الصحة أو إلى جمعيات خيرية فهي بالأساس تعمل على تقديم الرعاية الصحية دون مقابل أو من خلال مبالغ رمزية، لذلك تراها تعمد إلى التسويق الاجتماعي من أجل تكوين علاقات طيبة وقوية بين المستشفى والمنظمات والأفراد وكل الأطراف المحتمل ارتباطها بسلوك فعال مع المستشفى.
لذلك يكون على عاتق مدير التسويق في هذا النوع من المستشفيات الاتصال بوسائل الإعلام المختلفة للترويج لجميع أنشطة وبرامج المستشفى لإيصالها إلى جمهور المتعاملين، بالإضافة إلى إعداد الأخبار والمعلومات عن المستشفى في صورة تقارير، منشورات ومجلات ولقاءات تفي بحاجات المجتمع الصحية والتأكيد على إمداد المعلومات للتوعية والتعليم الصحي للمجتمع، كما يجب عليه أيضا(مدير التسويق) التأكد من أن مشروعات المستشفى المختلفة قد تركت أثارا طيبة لدى الأفراد الذين يرغب في الاتصال بهم. والعمل على التحسين المستمر لجودة الخدمات الصحية المقدمة وهي المعضلة التي تواجه هذه المستشفيات نظرا للعدد الهائل من المرضى الذين تستقبلهم يوميا مما يخلق عدة مشاكل ومن أهمها ضعف الطاقة الاستيعابية مما يؤثر بشكل مباشر على نوعية الخدمات الطبية والصحية، الشيء الذي يؤدي إلى رسم صورة قاتمة عن هذه المستشفيات. لذلك ونظرا لأهمية المجتمع المحيط بالمستشفى قامت العديد من المستشفيات الأمريكية بإنشاء وظيفة اسمها *مدير علاقات المجتمع* A director of Community Relations*، وهذا المدير تكون مهمته كالأتي:
أولا: تكوين علاقات طيبة مع المنظمات الهامة في المجتمع، مثل البنوك، رجال الأعمال، ومنظمات الأعمال المحلية.
ثانيا: جمع المعلومات المنتظمة في الحاجات الصحية للمجتمع وإدراك المجتمع للمستشفى وتوقعاته.
ثالثا: إعداد ونشر المعلومات عن المستشفى من خلال التقارير السنوية والجرائد.
رابعا: تقديم البرامج التعليمية للمجتمع لتحسين صحة المجتمع وتدعيم موقف المستشفى.
خامسا: انجاز بعض البرامج وحملات التوعية الصحية مثل: برامج مكافحة الإدمان، الكحول، التدخين وغيرها.
من خلال كل هذا نجد أن المستشفيات التي لا تهدف إلى الربح تتطلع إلى التسويق بأمل وجود طريقة جديدة توصلها على حل مشكلة الاستخدام للطاقات المتاحة بالمستشفى، وكذلك مساعدتها على قياس الحاجات والاتجاهات المدركة للمرضى، كما أنه يمكن من تقدير الطلب على الخدمات الصحية ومن ثم تقدير الموارد المادية والبشرية اللازمة واستغلال الموارد المتاحة استغلالا أمثلا، بالإضافة إلى إقامة علاقات اجتماعية قوية وتكوين اتجاهات ايجابية في المجتمع مما يؤدي إلى تحسين صورة المستشفى لدى المجتمع بصفة عامة والمرضى بصفة خاصة.